الخوارزمي والمجتمع

واحد من أهم العلامات الفارقة في المؤسسات التعليمية والتي تمثل الثمرة النهائية لتواجد المؤسسة هو مقدار تفاعلها مع المجتمع الذي تتواجد فيه بشتى أطيافه ومستوياته، سواء قطاعه الحكومي أم الخاص.

كلية الهندسة الخوارزمي استمرت ومنذ تأسيسها على البقاء بالقرب من المجتمع العراقي عمومًا والمجتمع البغدادي خصوصًا، وحرصت على زج طلابها في مراحل دراستهم الأولية في أروقة المؤسسات المنتجة الحكومية والأهلية، حيث كانت السفرات العلمية ولا تزال واحدة من أهم النشاطات العلمية اللاصفية التي تنظمها الكلية لطلابها من أجل مساعدتهم في رسم صورة الواقع الصناعي المحلي في أذهانهم، حتى تتشكل عندهم أفكار مسبقة عن الأدوار التي يمكنهم اتخاذها لأنفسهم بعد التخرج لتقديم خدماتهم إلى المجتمع وتلبية احتياجاته وحل مشاكله، على الأقل في مجال التخصصات العلمية التي تنفرد بها الخوارزمي. من جانب آخر، ساهم الطاقم التدريسي في الكلية إسهامات هامة في أنشطة تعزز دور المؤسسة التعليمية مجتمعيًا، مثل مشاركتهم في تنظيم المعارض العلمية التي شاكرت بها الخوارزمي في بعض دورات معرض بغداد الدولي، ومشاركتهم في اللجان الاستشارية التي قدمت خدماتها إلى وزارات خدمية هامة، كوزارة الصحة ووزارة الصناعة والمعادن ووزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة النقل ووزارة النفط. لا ننسى في إطار دور التدريسي في الهندسة الخوارزمي أنه يمتلك العضوية في العديد من المجلات العلمية المحلية والعالمية سواء بصفة المحرر أو بصفة المحكم وتلك المجلات واحدة من محركات البحث العلمي الساندة للمؤسسات الصناعية والإنتاجية.

أما بالنسبة إلى الدور الأساسي للكلية ضمن الإطار التعليمي، فأغلب مشاريع طلبة المرحلة المنتهية ومشاريع طلبة الدراسات العليا نجدها ضمن مضمار الإنتاج الصناعي في قطاعات النفط والصناعات الغذائية والاتصالات والصحة والكهرباء.

لقد كان للكلية علاقات شراكة علمية وبحثية مع مؤسسات علمية محلية وأجنبية فضلاً عن مؤسسات أخرى صناعية وإنتاجية مما يؤكد حضورها كشريك هام مع تلك الجهات.