نوقشت في كلية الهندسة الخوارزمي – جامعة بغداد صباح يوم الثلاثاء الموافق 9/9/2025 رسالة ماجستير بعنوان “استكشاف وجود الأغشية الحيوية في غرف العمليات الجراحية ووصف طرق العلاج المناسبة”، للطالبة دعاء حاتم مدحي في قسم الهندسة الكيمائية الاحيائية، والتي نالت فيها على تقدير ( جيد جدا) .
حيث تناولت الدراسة واحدة من أهم التحديات التي تواجه البيئات الطبية الحساسة، والمتمثلة في الأغشية الحيوية التي تشكل مصدر تلوث خطير قد يؤدي إلى مضاعفات وعدوى ما بعد العمليات الجراحية.
ركزت الدراسة على تقييم مدى انتشار الأغشية الحيوية على الأسطح داخل غرف العمليات في المستشفيات العراقية، مع بحث العوامل البيئية التي قد تسهم في تكوينها. وأظهرت نتائج الفحص، باستخدام صبغة الكريستال البنفسجي، وجودًا ملحوظًا لهذه الأغشية على مختلف الأسطح الثابتة، خصوصًا ذات الخلفيات الفاتحة، مما يعكس خطورة استمرارها في بيئة يُفترض أن تتمتع بأعلى مستويات التعقيم.
اقترحت الرسالة اعتماد محلول ملحي منظم بالفوسفات (PBS) بتراكيز مدروسة وفترات تعرض مختلفة كوسيلة فعالة لإزالة الأغشية الحيوية، وهو ما يفتح المجال أمام دمجه ضمن بروتوكولات التعقيم المعتمدة في غرف العمليات.
وخرجت الرسالة بعدة مخرجات علمية مهمة، من أبرزها نشر ثلاثة بحوث، حيث قُبل أحدها في المؤتمر الدولي الخامس للهندسة والتقنيات المستدامة والمفهرس ضمن سكوبس Q3، بينما نُشر الآخران في مجلتين علميتين محليتين هما Journal of Medical Sciences and Technical Health التابعة لجامعة بلاد الرافدين وAl-Rafidain Journal of Engineering Sciences التابعة لجامعة الرافدين. كما رفعت الاستنتاجات الرئيسة إلى وزارة الصحة / مديرية الأمور الفنية بغرض تحديث بروتوكولات التعقيم لتشمل إجراءات أكثر فاعلية في إزالة الأغشية الحيوية ومنع تكوّنها.
أكدت الرسالة في توصياتها ضرورة تعزيز إجراءات التعقيم من خلال اعتماد طرق أكثر تطورًا قادرة على تفكيك الأغشية الحيوية وإزالتها من الأسطح داخل غرف العمليات، مع التركيز على أهمية المراقبة الدورية لكشف حالات التلوث مبكرًا وتقييم كفاءة عمليات التعقيم، إضافة إلى توعية الكوادر الطبية والخدمية بخطورة هذه الأغشية وسبل السيطرة عليها، فضلًا عن تشجيع المزيد من البحوث حول استخدام تقنيات مبتكرة مثل الأشعة فوق البنفسجية والموجات فوق الصوتية والمنظفات الإنزيمية، وأخيرًا تطوير السياسات الصحية وبروتوكولات مكافحة العدوى لتشمل إجراءات مخصصة للتعامل مع هذه الملوثات الحيوية.
