في مبادرة نادرة، نظم قسم هندسة الطب الحياتي ورشة عمل لجملة من تدريسييه بالتنسيق مع الضيف الزائر (الصيدلانية أريام جلال إسماعيل) التي بادرت إلى زيارة وطنها العراق قادمة من (فنلندا) أرض الغربة والتي سبق أن استضافها السيد عميد الكلية المحترم في مكتبه في منتصف العام الدراسي 2023 – 2024، وكانت ورشة العمل مكرسة بالدرجة الأساس على تعريف السادة التدريسيين بأطروحة التعليم في فنلندا على اعتبار أن نظامها التعليمي قد حظي بالمرتبة الأولى عالميًا خلال السنوات الأخيرة المتتابعة، ومقياس ذلك فوز المتخرجين الفنلنديين على مستوى العالم بمسابقات دولية سنوية تهدف إلى قياس مقدار ونوعية المعلومات التي تبقى عالقة في الأذهان بعد التخرج من الدراسة.
السيدة أريام كانت لديها ميزة الاطلاع عن كثب على تجربة التعليم الفنلندية بعين المواطن العراقي لأنها أكملت دراستها الأولية والجامعية في تلك البلاد وأرادت أن تطلع أبناء بلدها الأم وجامعة بغداد على الأخص على أهم ملامح ذلك النظام التعليمي ومزاياه.
من الجدير بالذكر أن الحديث عن تجربة التعليم الفنلندي ليس غائبًا عن أدبيات المهتمين بسلك التعليم في العراق، إذ قد سبق وأن تناولتها أقلام أعلام مهمين في العراق كما في مقالة أ. د. محمد الربيعي المنشورة في موقع شفق نيوز بتاريخ 29/9/2021 على الرابط، https://shafaq.com/ar/مقـالات/لماذا-يتفوق-نظام-التعليم-الفنلندي
والتي عنوانها، (لماذا يتفوق نظام التعليم الفنلندي؟)
التي يقول فيها بصراحة:
قد تكون فنلندا هي الجواب – بلد غني بالإصلاحات الفكرية والتعليمية على مر السنين الماضية واختبرت عددا من التغييرات الجديدة والبسيطة التي أحدثت ثورة كاملة في نظامها التعليمي. إنها اليوم تتفوق على العالم وتتصدر تقييمات الاداء التعليمي العالمية… تقود فنلندا الطريق بسبب الممارسات الطبيعية السليمة وبيئة التدريس الشاملة التي تسعى جاهدة لتحقيق المساواة وتفضيلها على التميز.
من المفيد هنا الإشارة إلى أن قسم هندسة الطب الحياتي سبق وأن نظم نشاطات هامة مماثلة مثل استضافة الدكتورة هناء الصافي. التدريسية العراقية المغتربة قادمة من جامعة مانشستر البريطانية بتاريخ 3/1/2023، وذلك دلالة واضحة على رعاية القسم المذكور لمبادرات وتوجهات ممتازة تصب في سياق أهداف مراجعة وتقييم الأداء التعليمي والاستفادة من خبرات الآخرين لمواكبة التوجهات الأحدث في أساليب التعليم الهندسي.
إن إفساح المجال أمام مبادرات من هذا النوع له فوائد وثمار متوقعة في القريب العاجل، ليس عند التدريسيين فحسب، بل لدى الطلبة، لأنهم سيلمسون لمس اليد بأن إدارة الكلية والقسم العلمي يسعون جاهدين في توفير الأجود لهم، حتى وإن صاحب ذلك الخروج عن المألوف والتحلي بشجاعة طرق باب التغيير، وهذا سيعزز لديهم الانطباع بأنهم حقًا متميزون وأن مؤسستهم التعليمية متميزة وتريد لهم
Comments are disabled.