حاضنة الآفاق التكنولوجية – هندسة الخوارزمي
كلية هندسة الإعلام ثمرة تكنولوجية للعراق
******منقول عن موقع رئاسة جامعة بغداد *****
يزداد الأمل يوم بعد يوم وتزداد الثقة بالنفس عاما بعد عام مع ما يتوصل إليه الإنسان من تقدم ملموس ووثبات علمية، يشار لها بالبنان ومن ثم يباركها الجميع، هذا ما يشعر به المتابع والمترقب لمنجزات كلية الهندسة الخوارزمي ونشاطاتها العلمية الرصينة ، التي اعتادت أن تقدم وفرة هائلة من الإبداعات والنشاطات والفعاليات العلمية أو التكنولوجية في مسيرتها الأكاديمية في جامعة بغداد، إذ أولت جامعة بغداد رعاية وعناية خاصة لكلية الخوارزمي، بعد أن رسمت المسار والرؤيا لهذه الكلية التي يمكن أن نسميها بالكلية الشبابية لما تتمتع به من حيوية ونشاط تكنولوجي وأكاديمي متجدد، فأفكارها وتوجهاتها بما تحمل من حداثوية وتجدد مستمر في العلوم والتكنولوجيا، يجعلها تزخر بالحيوية الشبابية المتجددة، والمنجزات والنشاطات التي حققتها ضمن عمر هذه الكلية، يؤكد أن الروح الشبابية للأفكار والعلوم منتعشة بل خلاقة في أكثر الأحيان، ولعل ما يثير الدهشة في هذه الكلية، القدرات الكبيرة التي من شأنها أن تمنح المتطلع للتكنولوجيا دفقات غير محدودة من العلوم والتكنولوجيا الإنسانية، أو ما تخدم البشرية، وذلك لما نتج عنها من كم هائل من المشاريع التكنولوجية، والانجازات الهامة في مسيرة التعليم، فهناك كم هائل من المنجزات التي حققتها كلية هندسة الخوارزمي، على مستوى الطلبة أو الأساتذة، وبغية تسليط الضوء على ما حققته كلية هندسة الخوارزمي، قام فريق الموقع الالكتروني بزيارة الكلية والتقى عميد الكلية الأستاذ الدكتور نبيل كاظم عبد الصاحب، الذي بيّن لنا كثرة المنجزات والمشاريع الكبرى للجامعة وللكلية، التي باتت تنافس كبرى كليات الشرق الأوسط، لما حققته من مكتسبات كبيرة على المستويات العالمية والمحلية، لتنال تقييمات ومكانة مرموقة بين كليات الهندسة في العالم، ومنها تقييمات الموقع العالمي الويبوماتركس، الذي قيّم الكلية واحدة من الكليات المتقدمة في المنطقة، أو التقييمات الأخرى التي وضعت هندسة الخوارزمي في المواقع المميزة.
بعد أن استقبلنا العميد في مكتبه الصغير الذي يمثّل بوتقة للمشاريع الهندسية، لفت انتباهنا عددا كبيرا من المخططات والدراسات على مكتبه، والتي كنا نعتقد أنها مشاريع للطلبة، إلا أننا وجدناها مشاريع قيد التنفيذ، وبعد أن قام بضيافتنا لم نتمالك الصبر، فرحنا نتساءل عن كتاب منهجي لطلبة الدراسات المهنية، وإذا به كتاب من تأليف الدكتور نبيل كاظم الذي ابهرنا بما يضم من علوم حديثة مواكبة لآخر ما يحدث في العالم، موضحا لنا أن انطلاق التكنولوجيا في البلدان المتقدمة كان ولا يزال عبر الجيوش التكنولوجية من خريجي الدراسات المهنية، فأولئك الخريجون هم من يحققون التكنولوجيا في البلدان ليجعلوها واقعا، وليس المهندس فحسب، ذلك أن المنفذين الحقيقيين للتكنولوجيا هم ممن يعملون ضمن ورش ومصانع التكنولوجيا، وهم بأعداد هائلة في تنفيذ ربما لمشروع صغير، ذلك ان المهندس يخطط ويضع آليات التنفيذ، ويبقى المشروع على ورق حتى يتحقق التنفيذ، عبر عدد كبير من المنفذين الذين هم من خريجي الدراسات المهنية، لذا رأيت أن أواكب هذه الفكرة، التي كنت قد تيقنت بها في أرقى الدول المتقدمة صناعيا مثل ألمانيا أو روسيا أو النمسا وغيرها، لأعمل جاهدا في بناء بنية تحتية قادرة على تبني وتنفيذ مشاريع التكنولوجيا في وطني، لذلك ما كان عليّ إلا وان تكون الانطلاقة من المراحل الأولى في مشاريع التكنولوجيا، والتي تبدأ من خلال العاملين في تنفيذ التكنولوجيا، وليس فقط في كليات هندسة التكنولوجيا، والحمد لله ما أن انتهينا من طبع هذا الكتاب وتوزيعه على الطلبة، حتى اتضحت معالم التغيير جلية في أكثر من محفل، عن المشاريع الأخرى التي لفتت انتباهنا، مشروع كلية هندسة الإعلام بالتعاون مع شبكة الإعلام العراقي، والتي تعد واحدة من الكليات الفريدة في الشرق الأوسط بكل أبعادها والياتها، لكونها كلية هجينة بين كلية هندسة الخوارزمي وشبكة الإعلام العراقي، التي هي الأخرى أقدمت على تنفيذ مثل هذا المشروع، كي تطبق على إنهاء إشكالية لازمت الشبكة، في حاجتها إلى مختصين في الهندسة التكنولوجية للإعلام، والتي تعاني منها أغلب المؤسسات الإعلامية في المنطقة، التي تستعين بفرق كبيرة من دول أوربا أو اليابان أو أمريكا، ذلك أن هذه التخصصات تعدّ نادرة جدا، بل وقاصرة في بعض الشركات العالمية الخاصة بالإنتاج، من هنا بين الدكتور نبيل كاظم عميد كلية هندسة الخوارزمي، من أن هذه الكلية ستكون الثمرة التكنولوجية القادمة للإعلام العراقي المتقدم، الذي سينافس كل إعلام المنطقة، ولإدراكنا التام أنا والسيد محمد الشبوط مدير عام شبكة الإعلام العراقي، بأهمية تأسيس بنية هندسية إعلامية متخصصة، أقدمنا على تأسيس هذه الكلية التي أحتاجت كم كبير من الجهد والدراسات والتخطيط، كي تكون على أرض الواقع، والحمد لله تحول الحلم إلى حقيقة، وينطلق هذا العام الدراسي بأول وجبة من طلاب هندسة الإعلام، إذ أقامت كليتنا في قسم هندسة المعلومات والاتصالات ملتقى علمي مع شبكة الإعلام العراقي على قاعة الخوارزمي المركزية، ضمن خطوة نوعية غير مسبوقة، بادرت عمادة الكلية بمشروع الحاضنة التكنولوجية بين شبكة الإعلام العراقي وكلية الهندسة الخوارزمي / قسم هندسة المعلومات والاتصالات وهو الأول من نوعه في العراق والمنطقة بين المؤسسات التعليمية والإعلامية وذلك من خلال استحداث فرع (هندسة المعلومات واتصالات الوسائط المتعددة ) Information and Multimedia Communication engineering، وجاءت هذه الخطوة لتسليط الضوء على موضوع ذات أهمية كبرى في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمجالات العلمية العالية التخصص، وعملية التحول نحو بناء مجتمع معلوماتي معرفي، يعتمد وسائل التكنولوجيا الحديثة وتقنياتها، في شتى المجالات الحياتية، للتكامل بين الإعلام وهندسة المعلومات والاتصالات، فبرزت أهمية انشاء فرع جديد الغرض منه تخريج نخبة من المهندسين قادرين وبجدارة على العمل في ميادين الساحات الإعلامية والبث الفضائي السمعي والمرئي، وبعد تعاون مشترك مع السيد مدير عام شبكة الإعلام العراقي، الأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط وبمشاركة جادة في النقاشات وطرح الرؤى والأفكار ووضع البرنامج الزمني لتكون كلية هندسة الإعلام على أرض الواقع، ذللنا كم هائل من العقبات كي نستكمل كافة المستلزمات المادية والبشرية لإنشاء الكلية.
ولغرض تسليط الضوء بشكل أوسع حصل فريق الموقع على توضيح رئيسة قسم هندسة المعلومات والاتصالات أ.م.د. سها محمد هادي ضمن كلمة ألقتها في المنتدى، بيّنت فيها سعي الكلية والقسم العلمي من خلال الفرع المستحدث إلى بناء الشخصية الإعلامية المتميزة خلقاً وعلماً وثقافة وتأهيلاً، وتزويد طلبتها بأدوات المهنة الإعلامية الهندسية السليمة، وتنمية مهارتهم في الاتصال التكنولوجي والتفكير الإبداعي الخلاق، بما يجعلهم مؤهلين لدخول سوق العمل الإعلامي، بكل جدارة وثقة عالية، إضافة إلى المعايير العامة للقسم، فضلاً عن إدخال عدد من المقررات العلمية والهندسية، التي تصبّ في تخصص هندسة الإعلام والبث الإذاعي والتلفزيوني، إلى مقرراته الأكاديمية المعتمدة في المرحلتين الثالثة والرابعة، إذ يكون هذا الفرع النواة الأولى للنهوض بخطة مستقبلية لبناء أكاديمية مستقلة لشبكة الإعلام العراقي في السنوات القادمة، وكان مدير عام شبكة الإعلام العراقي قد استعرض في المنتدى أهمية الإعلام في بناء ودعم المؤسسات ومن خلال التوأمة مع كلية الهندسة الخوارزمي، مؤكدا على أهمية بناء إعلام حر ومستقل، يتسم بالمهنية العلمية ومن منطلق أهمية دور الإعلام في بناء مجتمع ديمقراطي، انطلاقا من الحرص الكبير على اشراك الجهات الأكاديمية والخبرات العلمية والإعلامية.
بعد ذلك تم التطرق لموضوع مشاريع الطلبة في هندسة الخوارزمي، التي يحاول عميد الكلية من إيضاح جوانب ربما تبدو جديدة أو غريبة على المجتمع العراقي، الذي عانى من آثار مأساوية سنوات الحصار والاحتلال والحروب المدمرة لبنية المجتمع، حيث بيّن عميد الكلية أن الكلية قد زجت العديد من الطلبة بالعديد من المشاريع المحلية والعالمية، فقد تم انجاز العدید من المشاریع الطلابیة المتمیزة في مجال تخصص الكلية، وقد شاركت الكلية وأحرزت المراكز الأولى في العدید من المؤتمرات الطلابیة والمعارض العلمیة، والمؤتمرات الخارجیة منھا مؤتمر السیادة المقام من وزارة الریاضة والشباب بحضور السید رئیس الوزراء، ناهيك عن المشاركة المتمیزة لأحد المشاریع في مسابقة المشاریع في دولة قطر وتمّ اختیار المشروع ضمن المشاریع المتمیزة في المسابقة، وكما حاولت الكلية زجّ الطلبة ضمن مؤسسات عالمية عملاقة كي تكون أفكارهم وتوجهاتهم التكنولوجية موازية لما يحدث في العالم، فقد أوفدت كليتنا عددا من الطلبة للاطلاع على التجارب العالمية، وكذلك قمنا بتدريب الطلبة بأرقى الجامعات التكنولوجية العالمية، مثل التدريب الصيفي في جامعة فرايبرغ – الألمانية، والحمد لله اكتشفنا نجاح التجربة من خلال ما قدمه الطلبة من مشاريع، توازي وما يحدث بالعالم، بل تواكب حجم التطورات المهولة في مجال التكنولوجيا العالمية، فهناك مشاريع في تصمیم وتصنیع مولد الطاقة الكهربائية بوساطة طاقة الریاح، ومشاريع تصمیم وتنفیذ نظام اتصالات ضوئي بوساطة الألياف البصریة، ومشروع تولید مجال لكشف الإشارة باستخدام مولد رقمي، ومشروع منظومة تمییز لوحة أرقام السیارات تلقائیاً (ALPR )، ونظام الري الأوتوماتیكي باستعمال متحسس الرطوبة، ومشروع تحلیل عمل الروبوت المستعمل في الجراحة، ومشروع تصمیم مولد الإشارات الحیویة بالاعتماد على المعالج الدقیق، ومشروع تصمیم ومحاكاة وتنفیذ مضمن تردد ( FM )، ومشروع إنسان آلي نقال یتجاوز العوائق، والعديد من المشاريع التي من شأنها أن تخدم المجتمع العراقي تحديدا، ذلك أن المشاريع التي نقدم عليها مع طلابنا يجب أن تساير حاجة السوق العراقي أو متطلبات المجتمع العراقي عموما، لذا كنا حريصينعلى أن تكون مشاركة كليتنا في مشاريعها أو بحوثها بالمؤتمرات مواكبة للعالم، وفي الوقت نقسه تكزنذات جدوى لمجتمعنا العراقي، وهذا الأمر كان موضع أنظار العديد من المؤسسات العلمية العالمية، التي أخذت مواكبتنا محمل الجد والانتقال بكليتنا مع كبرى المؤسسات العالمية أو المنظمات والجمعيات العلمية المتقدمة بالعالم، ولعل ما حصلت عليه الهندسة الخوارزمي بعضوية الجمعية الأمريكية للهندسة خير دليل على ذلك، فقد حصل الدكتور احمد مجيد المختار التدريسي في قسم هندسة التصنيع المؤتمت- كلية الهندسة الخوارزمي- جامعة بغداد على عضوية الجمعية الأمريكية للهندسة، ويعد مثل هذا الانجاز العلمي مميز للمؤسسة الأكاديمية والمتضمن الخبرة العملية في المجالات التطبيقية في العلوم الهندسية الحديثة بالإضافة إلى مجموعة من البحوث المنشورة في المجلات العالمية، ومجلدات المؤتمرات الدولية مثل“Springer “، وتعتبر هذه الجمعية (ASM-International The materials Information SOCIETY ) من أهم الهيئات العلمية الأمريكية المتخصصة بالهندسة و حافات العلوم الهندسية في العالم، وبعد أن قام العميد باطلاعنا على كم من المشاريع بين لنا أن الكلية تعمل ومنذ مدة على تطوير وتحسين طبيعة عملها في تطوير الأقسام العلمية والتوسع العلمي، وان هذا الأمر بات من الأمور البديهة في عملنا، وإن شاء الله ستكون لدينا آفاق أوسع واشمل مما قد يتصوره بعضهم، أن كليتنا مجرد كلية لتخريج مهندسين، بل هي مؤسسة تعليمية هدفها إنساني أولا وأخيرا، في خدمة المجتمع، عبر كم هائل من الأهداف كتخريج الطلبة أو خدمة المجتمع أو مواكبة التكنولوجيا العالمية أو تصميم وتنفيذ المشاريع التي تخدم البلد وغير ذلك.
وبعد أن تم اللقاء قام فريق الموقع بالتقاط مجموعة من الصور الفوتوغرافية.