جمعية صيانة المصادر الوراثية والبيئية العراقية وبالتعاون مع كلية الهندسة الخوارزمي تعقد ندوة علمية عن سد الموصل والمخاطر المحتملة

في بادرة طيبة لجمعية المصادر الوراثية والبيئية العراقية لعقد ندوتها العلمية الموسومة:

سد الموصل بين التحليل العلمي والتنبؤ بمآله

بالتعاون مع كلية الهندسة الخوارزمي في القاعة المركزية للكلية يوم (10/ 2/ 2016) بحضور عدد من الشخصيات العلمية والأكاديمية والرسمية المتخصصة والمهتمة بهذا المجال في الجامعات العراقية ووزارة العلوم والتكنولوجيا السابقة ومسؤولة ملف المياه في مجلس النواب ورئيس جمعية صيانة المصادر الوراثية ودوائر الدولة المختصة الأخرى.

ابتدأت الندوة بقراءة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق ثم عزف النشيد الوطني وشارك عميد كلية الهندسة الخوارزمي (أ. م. د. محمد عبد عطية السراج) بكلمة قيمة بهذه المناسبة ألقاها المعاون العلمي (أ. م. د. علاء كريم محمد) أعاد بها ذاكرة العراقيين إلى ثلاثة عقود مضت على تأسيس سد الموصل وكيف كان ينظر له لكونه ثورة زراعية وحيوانية وكهربائية وسياحية كبيرة والذي لا يزال خزان العراق الأكبر شامخاً يتحدى ظروف الطبيعة في تربتها وهوائها ومائها والمقاوم للظروف المحيطة به بجداره، وأوضح أن من فوائد السد الأخرى حجز مياه الفيضان والسيطرة عليها والتي ساعدت في سقي الأراضي الزراعية لأغلب محافظات العراق الشمالية والوسطى وتجهيزه بالمياه الصالحة للشرب وأسواره المنيعة تجاهد في بقاء السد كما يتغنى بها أبناء أهالي نينوى وهذا التغني لم يأتي من فراغ وإنما لكونه رابع أكبر سد في الشرق الأوسط وسلطت كلمته الضوء على بعض القراءات التي تناولتها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية والشارع العراقي في وصف مشكلة السد ووجد أن الموضوع فيه بعض التهويل الإعلامي وذهب إلى أن موضوع خطورة السد من عدمه يجب أن يستند إلى حقائق الباحثين العلمية في هذه الجمعية وغيرها من أصحاب الاختصاص وأوضح أن مدير السد (عبد الخالق ذنون الدباغ) كان رأيه العلمي الأعم مع الباحثين الآخرين في أن جسم السد الرئيسي والسدين الجانبيين والمسيلين المائي والاضطراري وكل المنشآت المرفقة بالسد سليمة (100 %) والمشكلة تكمن في الأسس والمعروفة منذ بداية الإنشاء بأنها أسس تتألف من تكوينات ضعيفة وعندما تكون معرضة لتأثير خزن الماء فإنها تذوب بتأثير هذه المياه المخزونة.

ثم تلا ذلك كلمة رئيس الجمعية (الدكتور فارس العبيدي) الذي رحب بالحاضرين وأشار إلى أن سد الموصل هو رابع سد في الشرق الأوسط بني على مجرى نهر دجلة ويبلغ طوله (3.2) كم وارتفاعه (131) م ويبعد حوالي (50) كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى وأوضح أن السد على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل لذا توجب حقن خرسانات السد بشكل دوري لضمان عدم انهياره وبدأت عملية الحقن في منتصف الثمانينات أي منذ السنين الأولى لإنشائه وبعد حرب (2003) تبين أن السد مهدد بالانهيار بسبب عدم تدعيم خرساناته والتربة الضعيفة له وفي حال انهياره سيؤدي إلى غمر مدينة الموصل وتدمير القرى المجاورة لمجرى نهر دجلة.

ثم توالت الأبحاث والأفكار التي تضمنتها الندوة والآراء والمقترحات والمداخلات لباحثينا الأجلاء من ضيوف الندوة ومنها بحث المهندس (فارس يوسف ججو) وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الذي أجهد نفسه في عرض تاريخ السد منذ عقد الخمسينات عندما قرر مجلس الإعمار في العهد الملكي إنشاء سد الموصل ودور الشركات الأجنبية التي أجرت المسوحات الفنية ووضعت الدراسات والمخططات لهذا المشروع سواءً الإنجليزية والأمريكية والروسية والفنلندية والألمانية والسويسرية إلى إنشائه في منتصف عقد الثمانينات من القرن الماضي… ولم تبخل نائبة رئيس لجنة المياه والأهوار ومسؤولة ملف المياه في مجلس النواب (شروق العبايجي) بعرض أفكارها ومداخلاتها في الندوة بل على العكس حيث أنبرت تتحدث عن الموضوع للسادة الحضور ولوسائل الأعلام كما تحدث المعنيون الآخرون بكل ثقة لتطمئن الحضور ومعهم أبناء شعبنا الصابر بأن موضوع سد الموصل قد بحثته الحكومة العراقية وعلى أعلى المستويات ووضعت الحلول المناسبة للمشكلة المشخصة في السد منذ أوقات سابقة تكاد تكون من بدايات التأسيس سواءً في تكثيف جهود الصيانة اليومية أو بالاتفاق مع الشركات العالمية وخاصة الإيطالية المتخصصة للإسراع في إصلاح مناطق التآكل التي تحدثها مياه السد في أرضيته الجبسية القابلة للتآكل والعوامل الفيزياوية والكيميائية الأخرى المحيطة به وأن يجري الحقن الاسمنتي لها بشكل مستمر.

إن الباحثين من جامعة بغداد وجامعة الأنبار ووزارة العلوم والتكنولوجيا السابقة أشاروا في أبحاثهم ومداخلاتهم إلى الجوانب النظرية مرفقة بالصور والمخططات التوضيحية عن أهمية السدود في العالم ومنها سد الموصل والعوامل الجغرافية المناسبة لإنشائها وطرق وأساليب معالجة الأخطار المحتملة للسدود.

في النهاية تم توزيع الشهادات التقديرية على الباحثين المشاركين في الندوة بأبحاثهم وكلماتهم ومداخلاتهم القيمة وإلى رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية الذين كانوا كخلية النحل في تنظيم فقرات الندوة والإعداد الجيد لها.



Comments are disabled.